اكتسب خبرات متعددة عند دراسة التخصص المزدوج في تركيا
كل شيء في هذا العالم معرض إلى الزوال والاستبدال، وهذا ما يعد شبحًا مُخيفًا في ذهن الكثير من الطلاب الأكاديميين الذين يحلمون بمستقبل مشرق غني بالفرص الوظيفية المناسبة لاهتماماتهم وخططهم. توقف الطلب حاليًا على بعض الوظائف كنتيجة لزيادة عدد الأفراد الذين يعملون بها عن حاجة الدولة، وهذا ما يُعرف بالركود. تؤثر الأحداث العالمية مثل الحروب والأمراض والأزمات الاقتصادية على شكل سوق العمل ومتطلباته إلى حد كبير، وهذا ما مررنا به سابقًا في جائحة فيروس كورونا. تم الاستغناء عن توظيف العديد من العمال، بالإضافة إلى غلق بعض المصانع والشركات الصغيرة، وهناك من توقف عن الحضور إلى مقر العمل ولكنه استطاع أن يلتزم بمهامه الوظيفية من المنزل عن طريق شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة.
مؤخرًا ظهر ابتكار تقني جديد وهو تقنية الذكاء الاصطناعي التي تساعد معظم الأفراد في مختلف القطاعات على إنجاز المهام المطلوبة بشكل آلي وسريع خاصةً إذا تم ضبط برنامج أو تطبيق الذكاء الاصطناعي ليقوم بالمهام المحددة بشكل صحيح. حصلت العديد من الشركات والمؤسسات على إنتاجية أعلى وبتكلفة مادية أقل، كما أن نسبة الخطأ تكاد تكون صفرًا. تعد هذه الفوائد مربحة لأصحاب الشركات والمؤسسات في القطاعات المختلفة، إلا أنها ساهمت في استبدال نسبة كبيرة من الأيدي العاملة البشرية بأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة. يشكل الأمر تهديدًا أكبر لأولئك الذين خسروا وظائفهم ولا يملكون سوى العمل بمهارة أو حرفة واحدة!
اتجاهات سوق العمل الحالي ومتطلباته
يعد سوق العمل بيئة متغيرة من وقت لآخر، ولا يوجد به ثبات لفترات طويلة نظرًا للعديد من العوامل المؤثرة على الاقتصاد العالمي والأحداث السياسية والقضايا العالمية الكبرى مثل الأوبئة، الاحتباس الحراري، العملات الرقمية وغيرها.
أحدث اتجاهات سوق العمل الحالي:
- يتجه سوق العمل إلى نمو أكبر في مجالات الاقتصاد والسياحة والاستثمار وريادة الأعمال، ويظهر ذلك في المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية بسبب الحاجة المستمرة إلى التطوير وتحقيق مستويات أعلى من الفوائد والأرباح، كما أن القوة الاقتصادية للمشروعات تعزز من قوة اقتصاد الدولة ورخاءها.
- مع التطور التقني السريع الذي نشهده يحتاج سوق العمل إلى المزيد من الشباب ذوي الخبرات والمهارة في استخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامجها المتنوعة. ظهرت العديد من التخصصات مثل تحليل البيانات والبرمجة وتطوير التطبيقات والتسويق الرقمي.
- الاتجاه الكبير إلى حماية البيئة وإصلاح مشاكلها التي تسبب فيها الاستهلاك المتزايد للموارد الطبيعية مثل قطع الأشجار، والتكدس العمراني والتصحر، واستخدام الكيماويات التي تضر بالغلاف الجوي والجهاز التنفسي. هناك العديد من المنظمات العالمية المتخصصة في حماية البيئة من الأضرار والتلوث، بالإضافة إلى نشر فكرة الاستدامة وتقليل الاستهلاك.
- نمط حياة الإنسان الحالي يؤدي في كثير من الأحيان إلى بعض المشاكل الصحية والأمراض التي لم يكن لها وجود كبير من قبل، مثل الأمراض المناعية، والسرطان، والأمراض المزمنة بين الشباب، وغيرها. تتزايد الحاجة إلى كوادر طبية قوية في مختلف التخصصات الطبية لكي يواجهوا العدد الكبير من المصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى أفضل مستوى من الرعاية الصحية.
متطلبات سوق العمل
لكي تحصل على وظيفة مُرضية تجمع بين المكانة الاجتماعية الجيدة واهتماماتك الشخصية ومهاراتك، بالإضافة إلى طبيعة العمل المناسبة والدخل المُجزي يجب عليك أن تكون مستعدًا لتلبية بعض متطلبات سوق العمل لتكون في المقدمة وتصل أسرع إلى أهدافك. من أهم متطلبات سوق العمل:
- إجادة استخدام اللغة الإنجليزية ولغة أخرى على الأقل لإن سوق العمل يمر بالكثير من التطورات الدولية التي تجعل من الضروري إتقان بعض اللغات لسهولة التواصل مع فئات وأنواع مختلفة من الأفراد والشركات.
- التعلم المستمر لإن جميع أنواع المهن والتخصصات قابلة للتجديد والتحديث، فيجب أن تكون مواكبًا للتغييرات حتى تجد مكانًا مناسبًا لك في سوق العمل الجديد.
- التواصل المستمر مع الخبراء والمختصين في مجال العمل الذي تطمح إليه، لكي تكون على علم بكل ما تحتاجه المهنة من صفات ومهارات. من المفيد تبادل الخبرات مع الآخرين في مجال العمل.
- تطوير المهارات المتعلقة بمجال العمل الذي تخطط للعمل به، لإن كل وظيفة لها طبيعتها ونمطها الذي يحتاج إلى مهارات وخبرات معينة مثل المعرفة الطبية العميقة للأمراض، ومهارات البحث العلمي، مهارات التواصل وتبسيط العلوم.
- العمل على تعزيز الصفات الإيجابية المناسبة للمهنة التي تبحث عنها مثل مهارات التحليل والاستنتاج أو مهارات الإقناع والتفاوض أو العمل الجماعي والقيادة وغيرها.
دراسة التخصص المزدوج في تركيا
لا زال أمامك الفرصة لتكون قويًا في سوق العمل، وبدون أن يحل محل وظيفتك إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة أو أن تكون مهددًا بفقد وظيفتك على أي حال. الحل السليم هو تعلم المزيد من التخصصات واكتساب المعارف المختلفة، وتطوير السمات الشخصية، لكي تكون فردًا قويًا بنفسك ومحققًا لأكبر القيم والأهداف في العمل.
تفتح العديد من الجامعات في تركيا أبوابها لجميع الطلاب الدوليين حتى يتمكنوا من دراسة تخصصين أكاديميين معًا في نفس المدة التي يقضون بها سنواتهم الجامعية. يُسمى التخصص الأول (تخصص رئيسي)، والتخصص الثاني هو (تخصص ثانوي). يدرس الطلاب الأكاديميين كافة المقررات المتعلقة بالتخصصين الأكاديميين معًا، كما يحصلون على تدريباتهم الميدانية التي تشابه بيئة سوق العمل إلى حد كبير.
أهم الأمثلة على التخصصات المزدوجة المتاحة في جامعات تركيا
- اللغة الإنجليزية والقانون.
- اللغة العربية والأعمال.
- الهندسة والفن.
- التاريخ والسياسة.
- العلوم البيئية والقانون.
- الهندسة وإدارة الأعمال.
- العلوم والاقتصاد.
- اللغة والعلوم المعرفية.
- الأدب والعلوم السياسية.
- علوم الكمبيوتر وهندسة البرمجيات.
- علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.
- الهندسة الحيوية والطب.
- الفيزياء وعلم الفلك.
كيف تؤهل تركيا طلاب جامعاتها إلى سوق العمل؟
تسعى تركيا إلى تنمية وتعزيز خبرات الشباب لإنهم بناة المستقبل وأبناء الحاضر، لذلك تجتهد بشكل محلي ودولي لتقديم أفضل الفرص التعليمية والمهنية للأفراد، وهذا ما جعلها وجهة مثالية للطلاب الدوليين القادمين من كل مكان حول العالم، كما نتج عن ذلك انفتاح ثقافي كبير بين الجنسيات المتنوعة حتى أصبحت تركيا بيئة دولية ترحب بالجميع.
يتم تأهيل طلاب الجامعات في تركيا لسوق العمل عن طريق:
- توفير تعليم جامعي حديث ذو جودة عالية ويتم تحقيق ذلك من خلال مناهجه الدراسية التي يتم مراجعتها وتحسينها باستمرار حتى يضمن لهم الخبرة المعرفية الكافية لكل تخصص أكاديمي عند التخرج والبحث عن فرص العمل.
- سهولة الحصول على تدريبات ميدانية في العديد من المستشفيات الجامعية أو المصانع والشركات التي تم عقد اتفاقيات وشراكات معها من قِبل الجامعات في تركيا. لا يحتاج الطالب إلى عناء البحث بنفسه حول التدريبات الميدانية المناسبة له بل تقوم الجامعات بتنظيمها. يخضع الطلاب لتدريباتهم تحت إشراف معلمين مختصين في المجال.
- الحرص على وجود معلمين أكاديميين على أعلى درجة من الخبرة العلمية والمهنية لكل تخصص في جامعات تركيا، ومعظم المعلمين الأكاديميين حاصلين على درجات عليا من التعليم المتميز في جامعات تركيا و جامعات أوروبا المتقدمة.
- تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات التعليمية والمهنية التي تجمع بين رجال الأعمال ومسؤولي التوظيف والطلاب في مختلف التخصصات، لكي تضيف لهم المزيد من الخبرات حول سوق العمل الحقيقي لكي يستعدوا له.
- تشجيع الطلاب نحو السفر للدراسة في إحدى الدول الأوروبية بشكل مؤقت من خلال عضوية معظم جامعات تركيا في برنامج إيراسموس (Erasmus) للتبادل الطلابي. يتمكن الطلاب من التعرف على المزيد من الزملاء، بالإضافة إلى استكشاف الكثير من المعالم الأثرية والحدائق والمزيد من المرح!
- تطوير مهارات الطلاب في البحث والتحليل وحل المشكلات من خلال مراكز البحث العلمي المتقدمة في جامعات تركيا. توفر مراكز البحث العلمي مناخًا مناسبًا للابتكار والبحث في أصل المشكلات وتجربة العديد من الحلول المختلفة، وهذا ما يبحث عنه سوق العمل حاليًا.
- تخصيص مكتب الإرشاد المهني في معظم جامعات تركيا، وهو المكان الذي يلجأ إليه جميع الطلاب في سنوات دراستهم الأخيرة لأنه يقدم العديد من الأنشطة والدورات التعريفية عن العديد من المهن المختلفة. يتم تأهيل الطلاب نفسيًا إلى سوق العمل والإجابة على كافة أسئلتهم، كما يعد مكتب الإرشاد المهني حلقة وصل بين الخريجين وفرص العمل المتاحة في شركات ومؤسسات تركيا. يساعد مكتب الإرشاد المهني جميع الطلاب في إنشاء سيرتهم الذاتية والأوراق اللازمة للتقدم للوظائف.
في ختام هذا المقال نأمل أن نضيف إليك حلًا مثاليًا يحفظ تخصصك الدراسي ومهنتك من التهديدات المستمرة بسبب تقلبات سوق العمل. قمنا بعرض نبذة في المقدمة عن المؤثرات الكبرى على سوق العمل وكيف تغيرت اتجاهاته في السنوات الأخيرة، ثم أضفنا لك معلومات جديدة حول اتجاهات سوق العمل الحالية ومتطلباته.
الحل هو أن تكتسب خبرات متعددة عند دراسة التخصص المزدوج في تركيا!
تجد في المقال أيضًا شرحًا بسيطًا حول فكرة التخصص المزدوج في جامعات تركيا، وأهم الأمثلة للتخصصات المزدوجة المتاحة في الجامعات التركية. يحصل خريج التخصص المزدوج على قبول أسرع عند التقدم إلى مختلف الوظائف في سوق العمل. يمكنك أن تعرف أكثر حول جهود الجامعات التركية في تأهيل طلابها إلى سوق العمل الجديد.
لمزيد من المعلومات حول التخصص المزدوج في جامعات تركيا تواصل معنا..