تأثير الذوق التركي على تخصص التصميم الداخلي في تركيا
هل تمتلك موهبة أو مهارة فنية في تنسيق الأماكن والملابس والأقمشة بألوانها المختلفة؟ يشعر الكثير من الأفراد بأهمية تلك المهارة في الأماكن التي يقضون فيها وقتًا طويلًا من اليوم مثل المنزل أو الفصل الدراسي أو مكان العمل، لأنها تصنع لهم أجواءً فريدة أو تخلق شعورًا نفسيًا معينًا مثل الراحة – الانتماء – الإنتاجية – التعلم، وغيرها. بالرغم من امتلاك بعض الأفراد لموهبة التصميم والتنسيق الفني للأماكن والملابس إلا أن هناك الكثير من الطلاب الجامعيين في جميع أنحاء العالم يهتمون بدراسة وتعلم هذه المهارات من خلال البداية بالأساسيات في التصميم الداخلي ومن ثم يتعمقون في دراسة المزيد من المدارس والاتجاهات المميزة في التصميم.
يحتاج الطلاب الدوليين إلى دراسة تخصص التصميم الداخلي في بلاد تعزز المواهب الفنية والجماليات مثل تركيا، لأنها تعد مصدرًا قويًا للإلهام والابتكار بدايةً من الطبيعة الخلابة في أرجاء المدن التركية، ومن ثم المعالم التاريخية العريقة التي تحل في طياتها قصصًا مشوقة. يستمد الكثير من الفنانين أنواعًا مختلفة من الزينة والزخارف من خلال القصور والجوامع القديمة منذ تاريخ الدولة العثمانية، والتي لازالت موجودة إلى الآن وهي مفتوحة للسياح. حصل العديد من الطلاب الدوليين على تجربة ممتعة خلال دراسة التصميم الداخلي في جامعات تركيا التي تقدم تعليم أكاديمي ذو جودة متقدمة، كما أن هناك نكهة خاصةً لدراسة هذا التخصص هنا بفضل تأثير الذوق التركي العام الذي يلمسه الطلاب خلال التجول والاستكشاف في المدن والأحياء التركية، وتكوين العلاقات المتنوعة مع الشعب التركي.
تعرف على الذوق التركي الأصيل من خلال الثقافة والفنون المختلفة
يستطيع الطلاب الدوليين المهتمين بالفنون المختلفة والإبداع أن يلمسوا الجمال الفني وسحر الطبيعة الخلاب الذي تتمتع به الأحياء التركية خاصةً القديمة منها.
1- المنازل والأثاث
لأن الشعب التركي يُفضل استخدام الألوان الدافئة في المنازل لكي تشعرهم بالدفء والطاقة والأمل. يمكنك ملاحظة الألوان التالية في المنازل من الداخل (في الأثاث والسجاد) والخارج (الأبواب وساحة المنزل الخارجية): اللون الأحمر، اللون البني، اللون الأصفر والرملي. بسبب الطبيعة الجغرافية لتركيا والتي هي عبارة عن شبه جزيرة يحيط بها البحار من ثلاثة اتجاهات، يحب الشعب التركي استخدام اللون الأزرق السماوي في المنازل والأثاث والجدران في الخارج، كما يفضلون الضوء الطبيعي بشكل أساسي في منازلهم، لأنهم محبين للطبيعة بكل أشكالها. يضيف ضوء الشمس تأثيرًا صحيًا وإيجابيًا على الحالة النفسية والمزاجية. يهتم الشعب التركي بالترابط الاجتماعي إلى حد كبير، ولذلك يحرصون على وجود مساحات واسعة في المنزل مثل المجالس أو الأثاث في شكل حلقة (دائري) لكي يجتمع عليه أفراد الأسرة أو الضيوف والجيران بكل سهولة. تعد تلك من أهم سمات الأثاث في المنازل التركية.
2- الدولة العثمانية
لازال الشعب التركي متمسكًا بالكثير من التفاصيل القديمة المرتبط بهوية الدولة العثمانية في الأثاث والتصميم الداخلي للمنازل، ويظهر ذلك في اختيار قطع الأثاث الخشبية المصنوعة من خشب أشجار البلوط، والصنوبر. تتميز القطع الخشبية المنزلية بالعديد من الزخارف والنقوش الرائعة. يمكنك الرجوع إلى القصور والمساجد القديمة التي تعود لتاريخ الدولة العثمانية لترى مدى اهتمامهم بالزخارف المعقدة مثل لوحات الفسيفساء الجدارية والسجاد يدوي الصنع. يستطيع الطلاب الجامعيين الوصول إلى تلك الأماكن بسهولة من خلال المواصلات العامة المخصصة للطلاب، وهناك أيضًا خدمات المكتبة في كل جامعة تركيا والتي بالطبع تحتوي على دليل وثائقيات عن القصور والقلاع وأهم الزخارف بها خلال الدولة العثمانية.
العلاقة بين التصميم الداخلي والصحة النفسية
نشارك معكم اقتباسًا لـ كلوي تايلور – أستاذة بكلية الآداب وحاصلة على دكتوراه بالفلسفة- وهو: “إن علماء الأعصاب توصلوا إلى التأثير القوي المرتبط بعناصر التصميم الداخلي على الأفراد، مثل: إثارة استجابة عاطفة إيجابية أو سلبية. يمكن الاستفادة من هذه المعلومة في تخصيص مساحات معينة في المنزل أو مكتب العمل بتصميم داخلي يلفت النظر إلى بعض العناصر الجمالية التي تضيف قيمًا ومشاعر إيجابية مثل: الإبداع، والسلام، والسعادة.” يظهر هنا الأهمية الكبيرة للتصميم الداخلي في المنازل ومكان العمل أو أي مكان نقضي فيه وقتًا طويلًا من اليوم، كما ينعكس ذلك على الحالة النفسية والمشاعر، والمزاج العام، لذلك تهتم الشركات الرائدة بتلك التفاصيل في تصميم المنشآت والمباني الخاصة بها، لأنها تصنع انطباعًا وشعورًا مميزًا للموظفين والزوار أيضًا.
أصبح من السهل الآن أن يستعين الأفراد باستشارات مهندس الديكور أو المهندس المعماري لكي يقدم لهم كافة التصورات والآراء التي تجعل أركان وزوايا المنزل في حالة من التناسق والتناغم. تغير التصميم الداخلي للمنازل منذ سنوات طويلة حسب طريقة تفكير الأفراد واهتماماتهم الخاصة، بالإضافة إلى الاتجاهات المشهورة عالميًا في التصميم الداخلي.
خطوات أساسية في التصميم الداخلي لصحة نفسية أفضل
لأجل صحة نفسية أفضل ينصح مهندسي التصميم الداخلي عند تصميم المنازل ببعض النقاط الأساسية، مثل:
- وجود مصدر ضوء طبيعي وهو ضوء الشمس الذي يحافظ على مستويات فيتامين د، كما يحمي الأفراد من مخاطر الاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية التي نسمع عنها بشكل كبير في جيلنا الحالي.
- ترك مساحات واسعة في المنزل دون إضافة المزيد من قطع الأثاث. تعزز تلك المساحات الفارغة شعور الفرد بالراحة والاسترخاء، وتخفف من الشعور بالتوتر، مما يجعل الذهن صافيًا وأكثر تركيزًا.
- التعرف على دلالات الألوان ومعانيها لأنه يفيد في اختيار الألوان المناسبة لكل ركن بالمنزل، فعلى سبيل المثال: اللون الأصفر واللون البرتقالي كلاهما يشير إلى الحيوية والطاقة والغذاء، بينما يشير اللون الأزرق إلى الجرأة والثقة بالنفس.
- إضافة المزيد من عناصر الطبيعة في المكان مثل نباتات الظل، أو نباتات الزينة التي تتمتع بألوان جذابة تصنع مرحًا واسترخاءً في الزوايا والأركان. بغض النظر عن طبيعة الحياة السريعة الرقمية التي نعيشها إلا أن أطباء علم النفس يشجعون الأفراد على الاستمرار في الاتصال مع الطبيعة، ويصفون تلك الخطوة كنوعٍ من أنواع العلاج.
تخصص التصميم الداخلي
تخصص التصميم الداخلي هو عبارة عن تخصص جامعي يجمع بين علوم الهندسة والفنون البصرية معًا، وهو يهتم بتنسيق وترتيب واختيار الألوان والحجوم والمقاسات للقطع الأساسية المختلفة التي تشغل المساحة الداخلية للمباني والمنشآت والمنازل. يعتبر التصميم الداخلي فنًا ووسيلة للتعبير عن الأفراد، وهوية الشركات والمؤسسات الرائدة. يساهم اختيار التصميم الداخلي المناسب في خلق الانطباع أو الشعور الذي تريده عند دخول المكان.
دراسة التصميم الداخلي في جامعات تركيا
يدرس الطلاب الدوليين تخصص التصميم الداخلي خلال مدة أربع سنوات دراسية، ويتناولون فيها العديد من المقررات الدراسية القوية، والتي تجمع بين العلوم الهندسية والفنون الإبداعية البصرية مثل: التصميم الأساسي، الوسائط المرئية في التصميم، العمارة الداخلية، تاريخ الأثاث والتصميم. يجد الطلاب الدوليين تخصص التصميم الداخلي في كليات: العمارة والتصميم، الفنون الجميلة (التصميم والعمارة)، كما يحصلون على فرص تعليم ممتازة من خلال جامعات تركيا التي تهتم بجودة المقررات الدراسية على مستوى عالمي، بالإضافة إلى الورش التدريبية المكثفة التي تكسبهم المزيد من الخبرات.
لماذا يختار الطلاب الدوليين دراسة التصميم الداخلي في جامعات تركيا؟
زاد الإقبال مؤخرًا على الجامعات التركية لدراسة التخصصات الهندسية والتخصصات الطبية العديدة، لأن جامعات تركيا تضم الكثير من التخصصات المتنوعة والنادرة أيضًا، بالإضافة إلى قوة البرامج التعليمية التي تتوفر في مناهجها الدراسية. نقدم إليك أهم الأسباب التي تجعل الطلاب الدوليين يختارون دراسة التصميم الداخلي في جامعات تركيا.
- الجودة العالية التي يشتهر بها التعليم في جامعات تركيا، لأنه يحتوي على مقررات دراسية قوية علميًا وحديثة من نوعها.
- الاعتراف الدولي بشهادات الجامعات التركية، والذي يسهل على الطلاب أن يتجهوا لسوق العمل في أي مكان بالعالم.
- بنية تحتية رقمية حديثة في جامعات تركيا، لأنها مرتبطة بالانترنت وأنظمة الإدارة المختلفة. يستطيع كل طالب أن يستخدم الأجهزة الإلكترونية والشاشات والأدوات الحديثة من أجل التعلم بفعالية أكبر.
- البيئة الطبيعية الساحرة التي تتمتع بها مناطق وأحياء تركيا. تعد تلك الأماكن وقودًا قويًا للإلهام والابتكار، ويُنصح بزيارة القصور والقلاع والمساجد القديمة في تركيا لفهم أنماط الزخرفة والزينة.
- سهولة الحصول على فرصة دراسة تخصص التصميم الداخلي دون دفع تكلفة مالية ضخمة، لأن جامعات تركيا تعد خيارًا اقتصاديًا بديلًا عن جامعات أوروبا المرتفعة التكلفة، كما توفر الجامعات التركية نفس درجة الجودة التعليمية الموجودة في جامعات أوروبا.
- يحصل الطلاب على أقصى استفادة تعليمية وترفيهية من خلال المرافق التعليمية والرياضية والترفيهية المتعددة. هناك أنواع مختلفة وأعداد كبيرة للقاعات الدراسية والفصول، والمختبرات العملية، بالإضافة إلى المساحات الواسعة المخصصة للورش تدريبية الهندسية.
- تجهيز طاقم أكاديمي عالي الخبرات التعليمية والمهنية من المعلمين الجامعيين الذين يستطيعون التواصل مع الطلاب بنجاح، ويقدمون لهم الإرشادات والخطوات الصحيحة للدراسة والوصول لمستويات التفوق في التخصصات الجامعية المختلفة.
- توفير العديد من الفرص للتدريبات العملية المكثفة في تخصص التصميم الداخلي وغيره من التخصصات، لأن جامعات تركيا تلتزم بتحقيق شقي التعلم النظري والعملي معًا على نفس الدرجة من الكفاءة والجودة. يحتاج الطلاب إلى التدريبات العملية التي تشابه التجارب الحقيقية في سوق العمل حتى لا يواجهون أي مخاوف أو صدمات بعد التخرج.
المستقبل المهني لخريجي تخصص التصميم الداخلي
يعد تخصص التصميم الداخلي من التخصصات الممتعة في الدراسة وفي سوق العمل أيضًا لأنه يشهد العديد من التغييرات والتطورات مع تدخل التكنولوجيا، بالإضافة إلى كونه علم وفن يعتمد إلى حد كبير على الأذواق والآراء الفنية في التصميم والتي هي معرضة للتغيير والتجديدات من آن لآخر. ظهرت حاليًا العديد من البرامج والتطبيقات التي تساعد مهندس التصميم الداخلي على شرح وعرض التصور المطلوب للتصميم الداخلي لدى المكان أو المشروع الذي يعمل عليه، مما حل مشكلة الكثير من الوقت والمجهود. ازداد حاليًا الوعي بأهمية العناصر الجمالية في مكان المعيشة والعمل، مما أدى لزيادة الطلب على خريجي التصميم الداخلي. لدى مهندسي التصميم الداخلي مستقبل واعد بسبب الطلب المتزايد على المهن المتعلقة بتخصص التصميم الداخلي، كما أن الفرص أصبحت أكثر تنوعًا لأنه تخصص مطلوب في المنازل، والشركات، والفنادق، والمطاعم، والمتاجر الكبرى، وغيرها. يتجه الآن الكثير من الشركات لطلب تصميم داخلي متوافق مع البيئة لتحقيق الاستدامة، مما يتيح المزيد من الفرص الوظيفية.
أهم الفرص الوظيفية لخريجي التصميم الداخلي
- العمل في تصميمات المنازل الداخلية
- العمل في مجال التصميم المستدام
- العمل في تصميم المجلات.
- العمل في الاستوديوهات.
- العمل في المكاتب الهندسية.
- العمل في المكاتب الخاصة.
- العمل في مكاتب العمارة والتصميم.
- العمل في تصميم المساحات للمنشآت العامة مثل المدارس والمستشفيات.
- العمل في تصميم القاعات الكبرى التي تضم أحداث وفعاليات ضخمة مثل المعارض والمؤتمرات.
- العمل في المجال الأكاديمي.
- العمل الحر.
وصلنا إلى ختام هذا المقال وقد أصبحت تعرف الآن مدى تأثير الذوق التركي على تخصص التصميم الداخلي في تركيا، بالإضافة إلى اهتمام الشعب التركي الكبير بالعناصر الجمالية والطبيعية، مما أضاف لتركيا شهرة كبيرة كوجهة سياحية ساحرة الجمال. تستطيع التعرف على الذوق التركي الأصيل من خلال الثقافة والفنون المختلفة، وستجد أيضًا علاقة قوية بين التصميم الداخلي والصحة النفسية للأفراد. أضفنا شرحًا مفصلًا حول تخصص التصميم الداخلي ودراسته في جامعات تركيا، ولماذا هي الأكثر تميزًا في دراسة التخصصات الهندسية المختلفة. تجد في المقال نبذة عن المستقبل المهني لخريجي تخصص التصميم الداخلي وأهم الفرص الوظيفية.
تواصل معنا لمزيد من الأسئلة والاستفسارات حول الدراسة في تركيا.