عندما تقرر الدراسة في تركيا سيكون لديك فضول كبير لمعرفة الثقافة التركية لأنها جديدة عليك. إذا تعرفت على الثقافة واستكشفت تفاصيل الحياة المجتمع التركي، يخف عنك التوتر والخوف من عدم قدرتك على التكيف والاندماج.
أولى خطواتك في هذا المشوار هو التعرف على العادات والتقاليد التركية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من هوية الشعب التركي. كل جهد تبذله للتكيف مع العادات والتقاليد كالتعلم عن تقاليد الضيافة، والاحتفالات بالأعياد، يعود عليك بفوائد إيجابية لا تُحصى مثل تكوين أصدقاء جدد، فضلاً عن شعور عميق بالانتماء.
تحديات قد تواجهها عند التكيف مع الثقافة التركية
عندما تقرر الدراسة في تركيا، أو حتى زيارة هذا البلد، فإنك قد تواجه مجموعة من التحديات التي تتعلق بالتكيف مع أسلوب نمط الحياة المحلي. وذلك لأن تركيا تمتاز بتنوع ثقافي هائل بسبب موقعها الفريد بين الشرق والغرب. إليك تحديات شائعة يمكنك التغلب عليها بسهولة بالصبر والتفهم.
تحديات اللغة:على الرغم من جمال اللغة التركية إلا أنها قد تبدو معقدة في البداية. الكلمات والتعابير تختلف تمامًا عن تلك المستخدمة في اللغات الأخرى، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التواصل، لكن يمكنك التغلب على هذه العقبة من خلال الدورات التعليمية أو استخدام تطبيقات تعلم اللغات. كما أن ممارسة اللغة مع السكان المحليين تساعدك على تحسين مهاراتك بشكل أسرع.
العادات الاجتماعية: تختلف العادات الاجتماعية في تركيا عن عاداتك التي اعتدت عليها. على سبيل المثال: تُعتبر الضيافة قيمة عالية في الثقافة التركية، وغالبًا ما يُدعى الزوار لتناول الشاي أو القهوة. قد تشعر في البداية بالحرج من هذه العادة، لكنها تعبير عن الود والترحاب.
الطعام والمأكولات: المطبخ التركي متنوع وقد تجد بعض الأطباق غريبة أو غير مألوفة بالنسبة لك. لكن اغتنم الفرصة لتذوق الماكولات الجديدة! جرب الأطباق المحلية مثل الكباب واللحم بعجين والحلويات مثل البقلاوة.
العادات الدينية والثقافية: تركيا بلد ذو غالبية مسلمة، وقد تظهر بعض الشعائر الدينية في الحياة اليومية. من المهم احترام هذه العادات وفهمها. على سبيل المثال، يُفضل خلال شهر رمضان أن تكون واعيًا لوقت الإفطار والسحور.
عادات وتقاليد وثقافات الشعب التركي
يمكن للطلاب الدوليين الجدد أن يتكيفوا بشكل أفضل مع الحياة في تركيا ويستمتعوا بالمعيشة إذا أدركوا العادات والتقاليد:
العادات الدينية في تركيا
يمثل احترام العادات الدينية في تركيا جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للشعب التركي. يظهر هذا الاحترام في تعامل الأتراك مع تقاليدهم الدينية، إذ يشكل الدين الإسلامي الذي يعتنقه حوالي 95% من السكان محورًا رئيسيًا في حياتهم اليومية. رغم أن تركيا دولة علمانية إلا أن القيم الإسلامية تنعكس بوضوح في سلوكيات الأفراد والمجتمع بشكل عام. على سبيل المثال، يُظهر الأتراك خلال شهر رمضان تضامنًا كبيرًا من خلال إقامة موائد الإفطار العامة وتُدعى جميع أفراد المجتمع للمشاركة، وهنا يظهر قيمة الكرم والتعاون على فعل الخيرات.
نمط حياة الأتراك
يبدأ يوم الأتراك عادةً مع شروق الشمس، إذ يستيقظ الكثيرون مبكرًا للاستمتاع بفنجان من الشاي التركي المُفضل للأتراك. يجلس الفرد في المطبخ أو على الشرفة محاطين بأفراد الأسرة، ويتبادلون الأحاديث الدافئة حول أحداث اليوم السابق أو خطط اليوم الجديد.
بعد تناول الإفطار الذي يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الزيتون، والجبن، والطماطم، والخيار، يبدأ الأتراك في الانغماس في أنشطتهم اليومية. في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، تجد الشوارع تعج بالحركة والنشاط. يتوجه الموظفون إلى مكاتبهم بينما يذهب الطلاب إلى المدارس. وفي وسط الحياة اليومية لا يتوقفون عن تبادل التحيات والابتسامات. في فترة الظهيرة، تتوقف الحياة قليلاً لأخذ قسط من الراحة. يشتهر الأتراك بقدرتهم على الاستمتاع بلحظات بسيطة، لذا تجد الكثير منهم يتوجهون إلى المقاهي لتناول القهوة التركية أو الشاي مع قطع من الحلوى التقليدية مثل البقلاوة. وفي نفس الوقت يكون فرصة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة
ومع اقتراب المساء، يعود الناس إلى منازلهم لتناول العشاء. غالبًا ما يكون العشاء التركي عبارة عن وجبة غنية ومتنوعة تشمل اللحوم المشوية، الأطباق النباتي والسلطات الطازجة. بعد العشاء يجتمع الأفراد لمشاهدة التلفاز أو لعب الألعاب التقليدية مثل الطاولة. وفي عطلات نهاية الأسبوع يفضل الكثير من الأتراك قضاء الوقت في الطبيعة أو زيارة المعالم السياحية المحلية.
الأعياد والمناسبات في تركيا
يظهر في الأعياد والمناسبات في تركيا الروح الجماعية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال. يحتفل الأتراك بمجموعة متنوعة من الأعياد الدينية والوطنية.
- الأعياد الدينية: يعتبر عيد الفطر وعيد الأضحى من أبرز المناسبات. يظهر في العيد أجواءً احتفالية مميزة، إذ يتجمع الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والزيارات. يتميز العيد بتوزيع الحلويات مثل “الكعك” و”المعمول”، وتقديم الهدايا للأطفال، مما يضفي لمسة من الفرح والسعادة على الأجواء. أما عيد الأضحى، فهو يُحتفل به بتقديم الأضاحي وتوزيع اللحم على المحتاجين بكل الكرم والعطاء المستمر لمدة 4 أيام. ويكون فرصة للعائلات للتجمع ومشاركة اللحظات السعيدة معًا.
- الأعياد الوطنية: عيد السيادة الوطنية ويوم الطفل الذي يُحتفل به في 23 أبريل يُعتبر رمزًا لمستقبل البلاد. يتم تكريم الأطفال وتنظيم فعاليات خاصة لهم تشمل العروض الفنية والمسابقات. وفي 19 مايو يحتفل الأتراك بيوم الشباب والرياضة وإحياء ذكرى أتاتورك وينظموز فعاليات رياضية وثقافية تعزز من روح الشباب. بالإضافة لعيد العمال الذي يُحتفل به في 1 مايو وهو احتفالية تعبر عن التضامن والوحدة بين الطبقات العاملة. تتزين الشوارع بالزينة والأعلام خلال هذه المناسبات، وتُقام الفعاليات الثقافية والفنية في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة. كما تُضفي الألعاب النارية والمهرجانات الموسيقية أجواءً احتفالية مبهجة.
الأطعمة التركية
المطبخ التركي عالم مليء بالنكهات المتنوعة. في تركيا تتداخل الثقافات المختلفة لتشكل تجربة طهي فريدة من نوعها. إذ تأثر المطبخ التركي من آلاف السنين بالعديد من الحضارات كالأناضول والإمبراطورية العثمانية وحتى التأثيرات العربية والفارسية.
أشهر ما في المطبخ التركي “المزة”، وهي مجموعة متنوعة من المقبلات التي تُقدم عادةً قبل الوجبة الرئيسية. تتنوع هذه المقبلات بين الحمص المهروس، والبابا غنوج، والمخللات، ثم تأتي بعدها تأتي الأطباق الرئيسية مثل “الكباب” بأنواعه المختلفة، و”الدورما” المحشي بالأرز والتوابل، و”البيدا” التي تشبه البيتزا ولكنها تتميز بعجينة رقيقة ومكونات طازجة، أيضًا “السلطات التركية”، التي تُعد من أساسيات الوجبة، يستخدم فيها الخضروات الطازجة والتوابل لإضفاء نكهة على الطبق. من أشهر السلطات “سلطة الجرجير” و”سلطة الزبادي”، اللتان تضيفان توازنًا رائعًا للطعام.
وبعد الانتهاء من الوجبة الرئيسية، يأتي المذاق الحلو بتذوق الحلويات التركية الشهيرة. “البقلاوة” هي واحدة من أكثر الحلويات شعبية. تتكون من طبقات رقيقة من العجين المحشوة بالمكسرات والعسل.
وختامًا السر الحقيقي للنجاح إذا عزمت على الدراسة في تركيا هو فهم الثقافة التركية وخوض هذه الرحلة الممتعة التي تمر فيها بالعديد من الثقافات والمسرات والمفاجأت والانتفاع بالفوائد التي يحصل عليها من هذه التجربة والتي لا تقدر بثمن، مثل اكتساب أصدقاء جدد، تعلم لغة جديدة، والتعرف على ثقافات ستظل محفورة في ذاكرتك مدى الحياة. استعد لاستقبال كل ما هو جديد واستمتع بكل لحظة تعيشها في تركيا.